سرطان القولون

أهلاً بكم في عيادتي .. سنشرح لكم هنا عن سرطان القولون من حيث أسبابه، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه والوقاية منه.

يقع القولون (الأمعاء الغليظة) في آخر الجهاز الهضمي، ووظيفته إمتصاص جزء من الماء وبعض العناصر الغذائية من الطعام المهضوم قبل خروجه على شكل براز. و مع أن هناك أمراض عدة من الممكن أن تصيبه، إلا أن سرطان القولون من الإعتلالات التي حظيت باهتمام كبير لأنه من الممكن الوقاية منه.

من بين أنواع الأورام المختلفة، فإن سرطان القولون هو النوع الأول في الذكور وهناك خلاف إن كان الثاني أو الثالث في الإناث بعد سرطان الثدي في المملكة، وتزيد احتمالية الإصابة به بعد سن الخمسين في كلا الجنسين.

الأعراض

إن الأعراض التي قد تصاحب سرطان القولون عديدة وليس بالضرورة أن تكون كلها موجودة في نفس الوقت، وتشمل الآتي:

  1. نقص الوزن دون سبب
  2. الآم في البطن أو الغازات المستمرة
  3. تغيّر طبيعة البراز (مثل الإمساك أو الإسهال لمدة تزيد عن أسبوعين)
  4. فقر الدم دون سبب
  5. تدهور الصحة العامة والوهن والإرهاق المستمر
  6. الشعور بامتلاء البطن رغم التبرّز

ننصح الجميع بمراجعة العيادة فور ملاحظة أي من الأعراض السابقة للتشخيص والعلاج المبكر الذي يرتبط بنسبة عالية للشفاء التام -بإذن الله-.

أسباب سرطان القولون

عادةً ما تبدأ الأورام في القولون من زوائد لحمية، ومن الممكن أن تظهر في أي مكان من القولون أو المستقيم وتستمر في النمو تدريجياً على مدى عدة سنوات، حتى تصبح كتل سرطانية و من ثم تزيد قابلية انتشارها إلى أعضاء أخرى في الجسد كالكبد و الرئتين. من الممكن أيضاً أن تنمو هذه الكتل لتسبب تضيق في القولون و انسداد جزئي أو كلي للأمعاء.

إن المسببات التي تؤدي لنمو هذه اللحميات غير معروفة حتى الآن، وقد تبدأ من أي عمر وعند أي شخص، وعليه فإنه ينصح بإجراء الفحص الوقائي للقولون في بعض الدول بدءًا من سن 45 عام، و هذا هو الموصى به في المملكة. هناك أيضاً فئات من المرضى المصابين بداء الأمعاء الالتهابي أو ممن لديهم تاريخ شخصي أو عائلي بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم، هؤلاء ننصحهم بإجراء الفحص الوقائي في أوقات قبل الأعمار المعتادة تبعاً لحالتهم الصحية.

الوقاية من سرطان القولون

بما أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به كنمط الحياة غير الصحي، و التاريخ الأسري و كذلك التقدم في العمر.

  • نمط الحياة الصحي:

أثبتت الدراسات ان نمط الحياة له تأثير على إحتمال الإصابة بسرطان القولون، ويمكن تعديل نمط الحياة للوقاية من الإصابة…لذلك ننصح بالتالي:

1. الإقلاع عن التدخين

2. التخلّص من السمنة والحفاظ على الوزن ضمن الحد الطبيعي

3. التقليل من تناول اللحوم الحمراء والمصنّعة

بعض عوامل الخطر لا يمكن تجنبها مثل وجود القابلية الوراثية للإصابة، ولذلك يصبح الفحص الدوري الوقائي هو الوسيلة الأمثل للوقاية.

 

  • التنظير المسحي للقولون:

ينصح عادة بإجراء تنظير مسحي (روتيني) للقولون، أي منظار للقولون للأشخاص الطبيعيين دون وجود أعراض، لمن هم وصلوا إلى سن 45 سنة فما فوق للكشف عن وجود زوائد للحميّة لإزالتها ومنع تحولها إلى سرطان. وقد اثبتت الكثير من الدراسات ان التنظير المسحي يقلل من إحتمال الإصابة بسرطان القولون مستقبلاً.

التشخيص

نبدأ بسؤال المريض عن الأعراض والتاريخ الطبي وإجراء فحص بدني عام، ثم إجراء عدد من الفحوصات المخبرية مثل فحص البراز للكشف عن الدم الخفي؛ حيث تؤخذ مسحة من سطح البراز و ترسل للمختبر.

إذا لم نجد دم في البراز، فيجب على المريض إعادة الفحص في السنة التي تليها، أما إن وُجد دم، فنوصي بتنظير القولون وهو من أهم الفحوصات التي تساعد في تشخيص المرض وأيضاً إزالة الزوائد اللحمية إن وجدت.

في حال اكتشاف ورم:

يتم عمل منظار لأخذ عينة منه و إرساله إلى المختبر للتأكد من التشخيص وطبيعة الورم
يتم عمل اشعة مقطعية للبطن و الصدر لتحديد حجم الورم ومدى انتشاره

وسائــل العلاج

تتعدد طرق علاج سرطان القولون تبعاً لحالة المريض ودرجة الإصابة، وقد تشمل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي والدوائي.


العلاج الجراحي:

تعتبر عملية استئصال السرطان من أهم خطوات العلاج. لكن في بعض حالات السرطان المتقدم قد تؤجل الجراحة إلى بعد العلاج الكيماوي او الإشعاعي. أما في حال انسداد القولون نتيجة السرطان، فقد يتم وضع دعامة عن طريق المنظار أو عمل فتحة مفاغرة (فتح الأمعاء إلى جدار البطن) مؤقتًا إلى ان يتم استئصال السرطان. للتعرف على العلاج الجراحي الرجاء مراجعة (جراحة سرطان القولون)

المسار الطبيعي للمرض

يصل معدل البقاء على قيد الحياة خلال أول خمس سنوات من التشخيص إلى حوالي 90% عندما يتم اكتشاف سرطان القولون في بدايته، وحتى في السرطان الذي ينتشر إلى منطقة مجاورة، تبقى نسبة النجاة 71% وهو رقم مرتفع نسبياً ومبشّر.

– د. ماجد الماضي

استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير