- د. ماجد الماضي
- 0 Comments
منظار المعدة هو إجراء طبي بسيط يمكن عمله بدون أي تدخل جراحي أو جروح، وتعتمد فكرته على إدخال أنبوب رفيع، مرن، مزود بكاميرا وضوء في نهايته داخل القناة الهضمية؛ يُعرف هذا الأنبوب باسم المنظار ويسمى الإجراء بالتنظير. يساعدنا المنظار كأطباء على مشاهدة إلتقاء القناة الهضمية، ورصد أي مشكلة فيها، وعلاجها في بعض الأحيان.
دواعي الاستخدام
هناك العديد من الاستخدامات التي تستوجب إجراء التنظير الهضمي العلوي؛ والتي تشمل معرفة السبب وراء ظهور بعض الأعراض المعينة، أو تشخيص أو علاج بعض المشاكل والأمراض التي تصيب الجزء العلوي من الجهاز الهضمي والذي يتكون من المريء، والمعدة، والاثني عشر.
و يمكن استخدام التنظير في:
تشخيص الامراض المسببة لبعض الأعراض مثل:
نزيف الجهاز الهضمي العلوي: يظهر النزيف على هيئة قيء دموي أو براز دموي داكن اللون.
آلام البطن والصدر: المتعلقة بمشاكل وأمراض الجهاز الهضمي العلوي بعد التأكد من أنها ليست بمتعلقة بأي مشكلة في القلب.
القيء المتكرر: سواءً الدموي أو الذي يستمر بدون سبب معروف خاصةً بالذي يحدث مباشرةً بعد تناول الطعام والشراب.
فقدان الوزن: هناك عدة أسباب تؤدي إلى فقدان الوزن بدون سبب واضح، أحدها وجود مشاكل في الجهاز الهضمي.
فقر الدم : قد يوصف المنظار لتشخيص فقر الدم الناتج عن نقص الحديد اذا لم يكن هناك سبب واضح له.
صعوبة في البلع: الذي قد يحدث بسبب تضيق القناة الهضمية العلوية، وفي بعض الأحيان يحدث ذلك بسبب ابتلاع جسم غريب أو وجود جسم عالق فيها أو تشوه في المريئ.
تشخيص وتحديد درجة ونوع الإصابة لبعض أمراض الجهاز الهضمي العلوي بدقة وأخذ عينة منها، مثل:
ارتجاع المريء: يستخدم المنظار لتحديد وجوده ودرجة والتأكد من عدم الإصابة بمضاعفاته.
الفتق الحجابي: يساعدنا التنظير على تشخيصه؛ حيث يتسبب الفتق في صعود جزئي للمعدة إلى الصدر عبر الحجاب الحاجز وقد يصاحب ذلك ارتجاع مريئي.
الأورام: لتشخيص الأورام الحميدة والخبيثة التي قد تصيب الجهاز الهضمي العلوي وأخذ عينة منها.
الالتهابات: مثل التهاب المريء، أو التهاب المعدة، أو التهاب الاثني عشر.
قرحة المعدة والاثني عشر: يساعد التنظير في تشخيص القرحة وأخذ عينة منها لمعرفة سببها ووصف علاج مخصص لها.
بعض حالات مرض كرون: مع انه عادة يصيب الأمعاء الدقيقة والقولون إلا انه قد يصيب المريئ والمعدة والإثنى عشر حيث يمكن تشخيصه الإصابة بالتنظير.
حساسيّة القمح: عادةً ما نستخدم التنظير الهضمي العلوي لتشخيصه وأخذ عينات من الأمعاء ولمعرفة درجة الالتهاب والضرر الذي أصاب القناة الهضمية.
دوالي المريء: وهي تنتج بسبب توسع الأوعية الدموية في المريء والتي تصاحب تليّف الكبد، فقد تسببت في نزيف حيث يساعد التنظير على تشخيصها وتحديد درجتها وعلاجها.
الإصابات في القناة الهضمية العلوية: يمكن للتنظير أن يساعدنا على تحديد موضع ومدى أي إصابة في القناة الهضمية العلويّة بسبب الحوادث أو ابتلاع مواد ضارة مثل المواد الكيميائية أو المنظفات.
أخذ الخزعات: وهي طريقة تشخيصية تنطوي على أخذ عينة من الأنسجة أو السوائل الموجودة في أي مكان في القناة الهضمية لتشخيص مرض معين أو معرفة السبب وراء إصابة المريض بإسهال، أو التهاب، أو أنيميا.
التنظير بالموجات فوق الصوتية: وهي تقنية تشخيصية يُستخدم فيها جهاز الموجات فوق الصوتية مع المنظار لرسم صورة متكاملة للقنوات الصفراويّة و البنكرياس وأورام الجهاز الهضمي و الأعضاء المحيطة بالجهاز الهضمي العلوي.
يمكن أيضًا استخدام التنظير في علاج بعض الأمراض الجهاز الهضمي العلوي، مثل:
علاج النزيف: يُستخدم في إيقاف أي نزيف، وذلك عن طريق الحقن، أو الكي، أو ربط مصدر النزيف لإيقافه.
توسيع القناة الهضمية: في حالة وجود أي تضيق في المريء أو القناة الهضمية باستخدام بالون للتوسعة، كما قد نترك دعامات او انابيب لمنع حدوث التضيق مرةً أخرى.
إزالة الأورام: الحميدة والخبيثة الموجودة في القناة الهضمية إذا كانت صغيرة في الحجم.
إزالة الأجسام الغريبة: قد يبتلع المريض جسمًا غريبًا يعلق في المريء أو القناة الهضمية العلوية، وهو ما يمكن إزالته بالتنظير.
تعليمات قبل الخضوع للتنظير
من الطبيعي أننا سنطرح عليك العديد من الأسئلة ونراجع تاريخك الطبي كاملًا قبل الإقدام على أي إجراء أو عملية طبية؛ سيشمل ذلك معرفة ما إن كنت تعاني من أي حساسية، وأمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وسيولة الدم بالإضافة إلى الأدوية التي تتناولها باستمرار.
سأشرح لك خطوات إجراء التنظير الهضمي العلوي بالتفصيل، وأحصل على موافقتك للقيام به، كما سأجيب على جميع تساؤلاتك. لكنك ستحتاج للقيام بعدة أشياء للاستعداد قبل موعد عمليتك البسيطة تلك، مثل:
الصوم: يجب إجراء التنظير الهضمي العلوي بمعدة فارغة، ولذا سنطلب منك الامتناع عن تناول الطعام والمشروبات قبل العملية بحوالي 6 – 8 ساعات.
إخبارنا بجميع أدويتك: يجب عليك إخبار الطبيب المشرف على عمليتك عن جميع الأدوية التي تتناولها مسبقًا، خاصةً مسيلات الدم مثل الأسبرين وغيرها، حيث قد يطلب منك الطييب إيقافها قبل التنظير بمدة معينة عادةً ما تكون عدة أيام (الرجاء التأكد من التفاصيل) و لكن في معظم الحالات سيطلب منك الطبيب الإستمرار في أخذها.
تغيير جرعات أدوية السكري وضغط الدم: إذا كنت تتناول أيًا من هذه الأدوية فسنساعدك على تعديل جرعتها المناسبة لحالتك في هذه الفترة.
اصطحب شخصًا معك: ينطوي هذا الإجراء الطبي على إعطاء مهدئات واستخدام التخدير الموضعي، لذا لن تكون قادرًا على قيادة السيارة في طريق عودتك وستحتاج لمساعدة شخص آخر للعودة إلى منزلك بأمان.
كيفية إجراء التنظير العلوي
التنظير الهضمي العلوي ليس عمليةً جراحية وإنما هو إجراء طبي بسيط لا يتسدعي أي جراحة، وبالتالي لن تشعر فيه بالألم وإنما قد تشعر ببعض من عدم الراحة و في كثير من الأحيان لن تشعر بشيئ بتاتاً، ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، وستتمكن من العودة إلى المنزل في اليوم نفسه، كما يمكن إجراؤه في العيادات الخارجية.
خطوات التنظير:
- ستبدأ بخلع ملابسك
- وسنعطيك رداءً (لباس) طبّي ترتديه قبل إجراء التنظير.
- سنضع لك محلولًا وريديًا في ذراعك.
- سنراقب جميع مؤشراتك الحيوية مثل التنفس، وضغط الدم، ونبض القلب، ومعدل تشبع الأكسجين ونتأكد من استقرارها أثناء التنظير.
- سنعطيك بعض مسكنات الألم والمهدئات عبر الوريد لمساعدتك على الاسترخاء و النوم.
- سنطلب منك الاستلقاء على جانبك الأيسر، ثم نضع قطعة طبية مخصصة في فمك لتمهيد الطريق للمنظار دون أن تعيق تنفسك.
- نبدأ عملية التنظير بدفع طرف المنظار المزود بكاميرا عبر حلقك داخل القناة الهضمية ورصد الصور التي تسجلها كاميرا الفيديو عبر شاشة المراقبة حتى نصل إلى أصل المشكلة التي أجرينا التنظير لأجلها.
- بمجرد وصول المنظار إلى المنطقة المصابة في القناة الهضمية العلوية، نقوم بما يستلزمه الأمر سواءً كان ذلك أخذ عينة للتشخيص، أو علاج نزيف، أو إزالة ورم أو سلائل، أو توسيع القناة الهضمية الضيقة.
- قد نأخذ صور للمرض أو المشكلة لحفظها في ملفك.
- بعد الانتهاء نبدأ بسحب المنظار من قناتك الهضمية العلوية، ونتركك لتستريح.
- عادةً ما يستغرق هذا الإجراء الطبي ما بين 10 دقائق و 30 دقيقة حسب نوعه والغرض منه وقد يستغرق أكثر من ذلك إذا كان هناك تدخل علاجي.
بعد تنظير القولون
بما أن التنظير ليس عملية جراحية فلن تكون مضطرًا للبقاء في المستشفى بعد الانتهاء منه، وإنما سنبقيك تحت المراقبة لمدة ساعة بعد التنظير لمراقبة مؤشراتك الحيوية، وأنك مستفيق وواعي ذهنيًا، و من ثم سنسمح لك بالعودة إلى المنزل.
لا ننصحك بقيادة السيارة إلا بعد 8 ساعات بعد التنظير.
المضاعفات المحتملة
لا ينطوي هذا الإجراء مخاطر أو مضاعفات إلا نادراً، وهو في الغالب إجراء روتيني آمن. وبالتالي فإنها لا تحدث إلا في حالات نادرة وتشمل:
رد الفعل التحسسي: للمخدر أو المهدئات.
نزيف أو ثقب في الجهاز الهضمي: وهي من المضاعفات النادرة، وقد تحدث بسبب إصابة او اخذ عينة من انسجة القناة الهضمية أثناء التنظير. قد تحاج نادراً إلى تدخل جراحي لعلاجها.
العدوى: يحدث ذلك في حالات نادرة، ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية بسهولة.
– د. ماجد الماضي
استشاري الجهاز الهضمي والكبد والمناظير